الطب التقويمي أو الأستيوباثى (بالإنجليزية: Osteopathy) هو فرع من مهنة الطب، يمارس في الولايات المتحدة، وانتشر أيضا في كندا ، أوروبا ،و أستراليا . و كلمة الاستيوباثي مشتقه من الكلمتين اليونانيين “أستيو” ὀστέον بمعني عظام و “باثي” -πάθεια بمعنى مرض. و يقوم الأستيوباثى على فلسفة “الشخص الكامل” التي ترى اهمية التعامل مع جسم الإنسان ككل، حيث يتعامل الطب التقويمي مع جسم الإنسان على أنه وحدة معقدة من الأجزاء المتداخلة ولا تعمل الأعضاء والأجهزة كل بمفرده ولا ينبغى أن يتم علاجها كذلك بمعنى انه يتم علاج الجسم كوحدة واحده أي العظام والمفاصل والأربطة والأوتار والعضلات وكل الأنسجة الرابطة ،وعلاقتها مع بعضها و ليس العضو المتعلق بشكوى المريض فقط . ويعطى الطب التقويمي اهتمام بمساعدة الجسم على علاج نفسه حيث يكون هناك تركيز على ميكانيكية الجسد وعلاقات الأعضاء المتداخلة وأجهزة الجسم أيضاً لكن هناك تركيز خاص على الهيكل العظمى للجسد حيث يستخدم أطباء الاستيوباثى العلاج اليدوى للعضلات والعظام مع أو بدلاً من العلاج التقليدى المتمثل في العقاقير والجراحة من أجل تمتع الشخص بالصحة السليمه. و يحمل طبيب الاستيوباثي لقب ال ( DO = دكتوراه في الطب التقويمي). و يقدم الأستيوباثى وسائل لتشخيص المرض و علاج المسببات الرئيسية له باستخدام تقنيات العلاج اليدوى لمساعدة جسم الإنسان ككل أن يستعيد توازنه. ويستند علم الأستيوباثى على مبدأ أن الصحة العامة للفرد تعتمد على أن تعمل عظامه، والعضلات والأربطة والأنسجة الضامة معا على نحو سلس وتقوم قناعة أطباء الأستيوباثى أن وسائلهم العلاجيه تسمح للجسم أن يقوم بشفاء نفسه. و هذه الوسائل تستخدم مجموعة من التقنيات اليدويه ويكون هناك تركيز على ميكانيكية الجسد وعلاقات الأعضاء المتداخلة وأجهزة الجسم أيضاً لكن هناك تركيز خاص على الهيكل العظمى للجسد حيث يستخدم الأطباء العلاج اليدوى للعضلات والعظام مع أو بدلاً من العلاج التقليدى المتمثل فى العقاقير والجراحة من أجل تمتع الشخص بالصحة السليمه.
اكتشفه الطبيب ” اندرو ستيل” 1828 -19177 الذى خدم في الخطوط الأمامية للقتال في الحرب الأهلية الأمريكية كجرّاح و بعد الحرب الأهليه فقد “ستيل” ابنائه الثلاثه بسبب الحمى الشوكيه, أصبح غير مقتنع و متشائما من الطب المتداول المتوفر حيث كان استعمال العقاقير فى العلاج مغالى فيه وخطير إلى حد ما بالإضافة الى أن الجراحة كان ينجم عنها حالات للوفيات عديدة لحداثة استعمال المخدر وأسباب أخرى . لذا أراد “ستل ” أن يجد طريقة علاجية أكثر تعاطفاً مع المريض وأكثر نفعاً و من حينها قرر تجميع و دراسة المعلومات الطبيه التى وصل إليها العلماء وطريقة العلاج للأمراض بادئاً فى دراسات مكثفة لجسم الإنسان من أجل التوصل إلى الأسباب الخفية للأمراض وعلاجها و قد أعطى “ستيل” اهتماماً كبيراً لعلم التشريح واعترف بأهمية الهيكل العظمى للإنسان وقدرة الجسم على علاج نفسه ذاتياً وركز على مفهوم تجنب الإصابة بالأمراض والصحة العامة وعلى ذلك توصل إلى أنواع علاج بديلة مثل علاج القفص الصدرى والعمود الفقرى يدويا كما انه استطاع ان يعالج الالتهاب الرئوى . كما أعطى اهتمام بالجهاز الليمفاوى (الجهاز الليمفاوى هو فلتر الجسم الذى حيث يخلص الجسم من السوائل الزائده و البروتينات و الفضلات و يحولها للدم لكى تمر بالدوره الدمويه و منها لخارج الجسم فى صور شتى).
كما قام بعلاج (Fasica) و هو نسيج القوى لكنه رفيع ومرن والذى يشكل شبكة ثلاثية الأبعاد تمتد من الرأس و حتى القدم هذا النسيج يغلف كل عضله وعظمة وعصب وغدة و عضو حتى الوعاء الدموى حيث استطاع بذلك أن يتعامل مع اضطرابات أخرى عديدة وفي عام 1874 م بدأ باستعمال الطرق اليدوية في العلاج ، والتي سماها الأستيوباثي ، وذلك مع الجراحة أيضاً ً ، وأصبح معروفاً للنجاحات التي حققها .وبعد ثماني عشرة سنة ، وبعد أن أثبت بأن هذه الطرق هي أكثر فعالية من الطرق المتوفرة في حينه ، أسس أول مدرسة لتعليمها سماها مدرسة الطب الأوستيوباثي في كركسفل بولاية مزوري . و نجد ان ستيل و تلاميذه و غيره من المتخصصين فى طب “الاستيوباثى” اعتمدوا على نظام العلاج العقلانى الذى قدمه الطبيب اليونانى “هيبوقراط” ، فقد وصف” هيبوقراط” عدة حركات لمعالجة العمود الفقري منذ 2000 عام كما توصل الى ان المرض يكون سببه أشياء صغيره للغايه مثل تناول الطعام الغير صحى أو العيش فى بيئه غير صحيه , وتوصل الى ان اسباب المرض تكون لعوامل داخليه او خارجيه و ان الجسد هو وحده قادر على التغلب المرض بالتخلص من هذه العوامل و من خلال تدعيم قدرات الجسم على العلاج الذاتى و لذا اتت كل المحاولات من بعد ” هيبوقراط” لتؤكد ان صحة الانسان تتحقق كوحده واحده. . كما أن الطب الشعبي في كل أنحاء العالم يحتوي على أشكالاً من هذه المعالجة إلا أنها ظلت لمعالجة مشاكل الظهر ، وليس لمختلف الحالات المرضية كما وضعها أندرو ستل. و عندما مات عام 1917 قد وصل عدد الممارسين لهذا التخصص حوالى 5000 طبيب فى الولايات المتحده و منها اتشر فى جميع انحاء العالم .
يركز طب “الأستيوباثى” على تعليم الشخص كيفية تجنب المرض من خلال اتباع سلوك صحى وتغيير نمط الحياة بجانب العلاج التقليدى من الجراحات والعقاقير والأدوية. ودائماً ما يلجأ العديد من الأشخاص لمتخصص”الأستيوباثى” لعلاج آلام الظهر والرقبة أو آلام المفاصل فى حين ان هذا الطب يستخدم لعديد من الحالات الأخرى مثل التهاب المفاصل و الحساسيات، الأزمة الصدرية، الدوار، آلام الحيض، الصداع النصفى، عرق النسا، التهاب الجيوب الأنفية، والمشاكل المرتبطة بمفاصل الفك. والعلاج بـ “الأستيوباثى” قد يكون ضمن خطة العلاج الخاصة بحالات أخرى عديدة مثل فى طب الأطفال التهاب الأذن الوسطى، والإصابات التى تحدث للمولود أثناء الولادة. كما يساعد الطب “الأستيوباثى” فى تخفيف أعراض الشعور بعدم الارتياح كما فى حالة آلام الظهر فى الحمل ومشاكل الهضم. ويتصل طب “الأستيوباثى” بكبار السن حيث يقلل من آثار عوامل التقدم فى السن المتصلة بالعمود الفقرى والمفاصل كما يتم استخدامه كجزء مكمل للطب الرياضى لإصابات الرياضيين.