هل احترت فى تفسير الألم الذى تشعر به بعد فترة طويلة من العلاج المعتاد والأدوية فى حين أن تحاليلك الطبية والآشعة لا تظهر مشكلة.
قد يتساؤل بعض الناس :
– لماذا ننسى سريعاً ؟
– لماذا أبدو أكبر سن هكذا ؟
هل فكرت كيف تقلل من آثار عوامل التقدم فى السن والشيخوخة ؟
هل فكرت يوماً أن أجسامنا تسجل كل ما يحدث لنا على مدار حياتنا ؟
إجابة هذه التساؤلات فى الأستيوباثى …… إذن مـا هـو ؟
فلسفة جديدة فى عالم الطب تقوم على نظرية العلاج الذاتى للجسم أى معالجة الجسم لنفسه ودور المعالج هو تسهيل هذه العملية من خلال خلق بيئة مناسبة لمختلف أعضاء الجسم للقيام بوظيفتها الطبيعية. ظهر هذا العلم فى الولايات المتحدة الأمريكية على يد الطبيب اندرو تيلر ستيل فى أواسط القرن الماضى .
يقوم الأستيوباثى على مفاهيم معينة وهى :
• ينظر إلى جسم الإنسان كوحدة واحدة تضم شبكة من الأجهزة والأعضاء والأجهزة المتداخلة مع بعضها البعض وليس كل على حده بجانب أهمية التوافق بين هذا الجسم والحالة النفسية ( النفـس) للمحافظة على الصحة العامة .
• يؤكد مدى الترابط بين التركيب البنيوى لأى عضو فى الجسم ووظيفته.
• يستطيع الجسم أن يصلح نفسه بنفسه. (خلق الله عزوجل طبيب داخلى داخل كل جسد)
• و أخيراً اتحاد هذه العوامل السابقة مع بعضها يساعد في تشخيص المشكلة فعلياً ثم يليها خطوة العلاج و لذنك فإن الاستيوباثي هو نظام متكامك مع التشخيص و العلاج في آن واحد
من خلال هذة المفاهيم نجد أن هذه الفلسفة الطبية تصنف أسباب المرض لعوامل داخلية و أخرى عوامل داخلية تقوم على اتباع نمط حياة سئ مثل تناول طعام غير صحي أو عدم الحركة مع اتخاذ أوضاع خاطئة أثناء العمل لفترة طويلة هذا بالإضافة إلى العوامل الوراثية و الحالة العاملة بالجسم بجانب الإصابات و الحالة النفسية التي يتعرض لها الجسم من قلق و اضطرابات في النوم و بالتالي فإن تشجبع الجسم على علاج نفسه مع اتباع نظام حياة صحي سيساعد في التخلص من هذه العوامل التي تساهم في مقاومة المرض .
اذن حياة صحية و نفسية خالية من الألم تقوم على توازن نفسي و عقلي و جسدي أي معالجة المريض ككل و ليس المرض ذاته .
فبعض الأمراض العضوية تكون انعكاساً لمتاعب نفسي ، فأصل المرض يرجع إلى الإنسان لأنه خالف الفطرة و حينما قال الله عز و جل ” الـذي خـلـقـنـي فـهـو يـهـديـن ,, و الـذي هـو يـطـعـمـنـي و يـسـقـيـن ,, و إذا مـرضـت فـهـو يـشـفـيـن ” فقد وضع الله منهج يوازن بين الجانب النفسي و طريقة الحياة من طعام و شراب معتدل فإذا اختل هذا التوازن اضظربت صحة الإنسان و أصبح الجسم مهيئاً للمرض.
و هذا ما ينادي به الاستيوباثي من نظرة شاملة تهتم بالنواحي النفسية و العوامل الخارجية بجانب الجسمانية .
فأجسامنا مرآه تعكس كل ما يحدث في حياتنا من مشاكل و ضغوطات و اصابات فيختزنها الجسم و تترك بصمتها فينا دون أن ندري ذلك .
و من هنا جاءت أهمية التشخيص السليم لمرحلة أولى في العلاج الذي يؤكد على أهمية الحياة السابقه للمريض منذ و لادته و الحالة العامة و العامل الوراثي و المهنة و نمط الحياة و معاينة وضع القامة أثناء المشي و الجلوس و ملاحظة سلوك المريض بجانب الاهتمام بالنواحي النفسية و بعد ذلك تتوالى اجراءات التشخيص الأخرى .
العلاج :
• يهتم الاستيوباثي بتعديل الروتين اليومي للمريض كتناول طعام صحي منتظم،شرب الماء بكميات كافيه ، ممارسة الرياضة ، اتخاذ الأوضاع الصحيحة أثناء العمل و النوم مع الالتزام بساعات نوم كافية و الإبتعاد عن العادات الخاطئة مثل : التدخين و شرب الكحول و الكافيين ثم بعد ذلك تليها اجراءات العلاج اليدوي التي تهتم بعلاقة أجهزة الجسم ببعضها البعض مع أهمية تواصلها مع الجهاز العصبي و الدورة الدموية في الجسم بجانب أهمية ميكانيكية الجسم مع التركيز على وضع العمود الفقري الذي يحمل الحبل الشوكي و أعصاب داخله و خارجه فيستطيع أن يسيطر على كل آليات الجسم و الاعضاء الحيوية كالرئتين و الكبد و الغدد و الدورة الدموية فإذا حدث خلل في منطقة ما في الفقرات سوف يؤدي إلى خلل في وظيفة الأعضاء المتصلة بها.
• فالاستيوباثي يستطيع مخاطبة أجهزة الجسم المختلفة و السماع إلى شكواهم عن طريق طبقة قوية و لكنها مرنة تسمى ” fascia ” و تعني( لفافة) وهى التي تعطي الشكل الطبيعي للجسم بعد العظام و تمثل الحماية لأعضاء الجسم المختلفة من العوامل الخارجية مثل : تغير درجات الحرارة و عوامل الجاذبية و الضغوط اليومية كما أنها تتأثر بالوسط الداخلي للجسم في صورة عدم توزيع سليم للمغذيات و تراكم النفايات نتيجة كسل الدورة الليمفاوية مما يجعل هذة الطبقة تظهر على غير طبيعتها من اختلاف في الشكل و السمك البنيوي لها فيصبح كل ما هو قريب منها مقيد في حالة عزلة و دور العلاج في صورة ضغط رقيق فوق هذه الطبقة مباشرة ثم تحفيز النقاط المصابة للارتخاء و بالتالي تعود الحيوية إلى كل الأنسجة المحيطة.
• هناك طريقة علاجية تعتمد على استخدام سوائل الجسم الداخلية من الدورة الدموية و الدورة الليمفاوية في إزالة القيود المفروضة على أعضاء الجسم عن طريق حركات ترددية لها بمدى و سعة معينة وهذا أشبه بفكرة استخدام مضخات المياه في عمل ثغرات بالساتر الرملي لخط بارليف .
• فإن الاستيوباثي يرفع من مستوى المناعة فتزداد مقاومة الجسم للعدوى و استعادة الوظيفة الطبيعية لكل أجهزة الجسم من المخ و القلب و الكبد و الكلى و تنظيم عمل الهرمونات و عمليات الأيض و التمثيل الغذائي .
• يعالج مشاكل سوء الهضم و الإمساك .
• يعالج الأمراض المصاحبة لفترة الحمل .
• فهذا العلاج الجديد هو الأكثر تأثيراًو أكثر تعاطفاً مع مختلف المرضى بدءاً من حديثي الولادة إلى كبار السن بأقل خسائر ممكنة مقارنة مع الآثار الجانية للأدوية في بعض الحالات و خصوصاً بعض المرضى الذين لديهم حساسية تجاه بعض المواد الفعالة في الأدوية بجانب النتائج الغير مضمونة للجراحة و مخاطر التخدير و أنواع العلاج الكيميائي الذي يميز بين الخلايا المصابة و الأخرى السليمة .
هذه الأنواع من العلاج متجاهلة تأثير الجانب النفسي على الصحة .
• إن الاستيوباثي جاء لتعزيز ثقة المرأة بنفسها فيساعدها أن تتكيف مع كل التغيرات التي تحدث لها خلال مراحل حياتها المختلفة بدءاً من فترة البلوغ مروراً بفترة الحمل حتى تصل إلى سن اليأس فتتقبلها و تتعامل معها كصديق و ليست عبء ثقيل عليها كما يساعدها أيضاً في استعادة شكلها من جديد الذي تأثر بالروتين اليومي دون اللجوء لعمليات التجميل لإخفاء آثار تقدم السن .
• يساعد كبار السن في تخطي هذه المرحلة الحرجة حيث تكون أنسجة الجسم أقل مرونة و أكثر إستجابة للضغوطات فيتغير شكل الجسم سريعاً بجانب المشاعر السلبية في هذه المرحلة من العمر من اكتئاب أو أرق أو شعور كأنه ضيف ثقيل على أسرته .
يستخدم كطب تكميلي لإصابات الملاعب .
يستخدم في برنامج تأهيلي لعلاج مشكلة الإدمان بجانب أنواع العلاج الأخرى .
أي خلل أو عضو أو نسيج بالجسم سيؤثر بالسلب على باقي أجهزة الجسم و منها على الصحة العامة و منها على الحالة النفسية و هذا تفسير الحديث الشريف للرسول ( ص )مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى.
هنا يتضح جانبا من جوانب الإعجاز العلمي في هذا الحديث الشريف لم تدركه العلوم المكتسبة إلا منذ سنوات قليلة، ومن ذلك أن شكوى العضو المصاب هي شكوى حقيقية، وليست علي سبيل المجاز، إذ تنطلق في الحال نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة أو المرض علي هيئة استغاثة إلي مراكز الحس والتحكم غير الإرادي في الدماغ وتنبعث في الحال أعداد من المواد الكيميائية والهرمونات من العضو المريض بمجرد حدوث ما يتهدد أنسجته وخلاياه ومع أول قطرة دم تنزف منه،، أو نسيج يتهتك فيه، أو ميكروب يرسل سمومه إلي أنسجته وخلاياه، تذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ فيرسل المخ الي الأعضاء المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية المختلفة أمرا باسعاف العضو المصاب واغاثته بما
يتلاءم وإصابته، أو مرضه. وفي الحال تتداعى تلك الأعضاء المتحكمة في عمليات الجسد الحيوية المختلفة، أي يدعو بعضها بعضا، فمراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة والتحكم في تحت المهاد(في المخ) وهذه تدعو بدورها الغدة النخامية لإفراز الهرمونات التي تدعو باقي الغدد الصماء لافراز هرموناتها التي تدعو وتحفز جميع أعضاء الجسم لنجده العضو المشتكي، فهي شكوى حقيقية، وتداع حقيقي، وليس على سبيل المجاز، ومعنى التداعى هنا أن يتوجه كل جزء في الجسد بأعلى قدر من طاقته لنجدة المشتكي وإسعافه، فالقلب المثال ـ يسرع بالنبض لسرعة تدوير الدم وإيصاله للجزء المصاب، في الوقت الذي تتسع فيه الأوعية الدموية المحيطة بهذا العضو المصاب وتنقبض في بقية الجسم، لتوصل إلى منطقة الاصابة ما تحتاجه من طاقة، وأوكسجين، وأجسام مضادة وهرمونات، وأحماض أمينية بناءة لمقاومة الاصابة والعمل على سرعة التئامها، وهذه هي خلاصة عمل أعضاء الجسم المختلفة من القلب إلى الكبد، والغدد الصماء، والعضلات وغيرها، وهي صورة من صور التعاون الجماع ي لايمكن أن توصف بكلمة أبلغ ولا أشمل ولا أوفى من التداعي. وهذا التداعي يبلغ درجة من البذل والعطاء عالية إذ يستدعي من الأعضاء والأجهزة والأنسجة والغدد المتداعية أن تهدم جزءا من مخزونها من الدهون والبروتينات من أجل إغاثة العضو المشتكي، ويظل هذا السيل من العطاء مستمرا حتى تتم عملية الإغاثة، وتتم السيطرة على الإصابة أو المرض، والتئام الأنسجة والخلايا الجريحة أو المريضة.